الحوثيون يعيدون تدوير خطاب التعبئة بذريعة "نصرة القرآن" بعد تراجع ورقة غزة

الحوثيون يعيدون تدوير خطاب التعبئة بذريعة "نصرة القرآن" بعد تراجع ورقة غزة

لجأت جماعة الحوثي الإرهابية إلى إعادة تدوير خطابها التعبوي عبر بوابة "نصرة القرآن" بعد تراجع زخم توظيف حرب غزة، في مسعى جديد لحشد أتباعها وصرف الأنظار عن أزماتها الداخلية وفشلها في إدارة مناطق سيطرتها.

ونظّمت الجماعة في صنعاء، أمس الجمعة، مسيرة إلى ميدان السبعين، استُخدمت فيها الرموز الدينية والمشاعر الإيمانية كوقود سياسي لتجديد التفويض لزعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، تحت شعارات الاستنفار والجهوزية لما اسموها "الجولة القادمة من الصراع". وفقا لوكالة سبأ الخاضعة للحوثيين.

ورغم أن الفعالية قُدّمت على أنها رد فعل على إساءات للقرآن الكريم، إلا أن تحولت عمليًا إلى مهرجان تعبئة أيديولوجية، أعادت فيه الجماعة إنتاج خطاب التخوين والتكفير، وخلطت عمداً بين قدسية القرآن وأجندتها العسكرية، في محاولة واضحة لإضفاء غطاء ديني على مشروعها القائم على الحرب الدائمة والتحشيد المستمر.

كما بدا أن الجماعة تبحث عن ذريعة جديدة بعد إيقاف الحرب في غزة لإبقاء الشارع في حالة استنفار، بعد أن استُهلكت ورقة "نصرة غزة" دون أي أثر حقيقي على الأرض سوى المزيد من القمع الداخلي والتجنيد الإجباري ونهب الموارد.

ولم تخرج الخطابات الحوثية خلال المسيرة لم تخرج عن سياق التحريض المعتاد، حيث جرى توسيع دائرة "الأعداء" لتشمل كل من يعارض الجماعة أو يرفض مشروعها، مع تحميل الخارج مسؤولية كل الأزمات، في تغييب كامل لمعاناة اليمنيين من الفقر والجوع وانهيار الخدمات تحت حكم الجماعة.

ويرى مراقبون أن هذا التحول في الحشد والخطابات ليس سوى مرحلة أخرى في سلسلة استغلال المقدسات لتكريس سلطة الأمر الواقع، وإبقاء المجتمع رهينة خطاب ديني مسيّس، يُستخدم لتبرير استمرار الحرب وإغلاق أي أفق للسلام، بينما يدفع اليمنيون وحدهم ثمن هذه السياسات.