الحوثيون يهددون السعودية مجددا وتحركات عُمانية لاحتواء التصعيد (تفاصيل)

الحوثيون يهددون السعودية مجددا وتحركات عُمانية لاحتواء التصعيد (تفاصيل)

جددت جماعة الحوثي الإرهابية، تهديداتها للمملكة العربية السعودية باستئناف الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة، متوعدة بالرد على ما وصفته بـ"التضييق على معيشة الشعب اليمني".

ووجه محمد مفتاح القائم بأعمال رئيس حكومة الجماعة غير المعترف بها، رسالة لمن قال إنهم يتخذون الإجراءات للتضييق على شعبنا في معيشته، إن معادلة البنك بالبنك والمطار بالمطار والميناء بالميناء لم تسقط.

وأضاف مفتاح في تصريحات نقلتها وسائل إعلام تابعة لهم أن "هذه اللعبة لن تستمر، ونحن مستعدون للمواجهة ولن نخضع لأي مؤامرات سعودية تستهدفنا".

وأشار إلى أن جماعته تتابع ما وصفه بـ"التحركات الأمريكية الإسرائيلية" الهادفة بحسب قوله، إلى دفع التحالف السعودي الإماراتي نحو التصعيد، ردا على دعم الحوثيين لغزة، ومؤكدا أن الجماعة "لن تقف مكتوفة الأيدي" أمام ما تعتبره استهدافا لمعاش المواطنين في مناطق سيطرتها.

وفي خضم التصعيد الإعلامي، كشفت مصادر مطلعة في صنعاء أن سلطنة عُمان شرعت في وساطة مكثفة بين جماعة الحوثي والمملكة العربية السعودية، في محاولة عاجلة لاحتواء التوتر ومنع اندلاع جولة جديدة من المواجهات العسكرية.

وأوضحت المصادر أن مسقط بالتنسيق مع مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن، أجرت اتصالات مباشرة مع الطرفين خلال الأسبوع الجاري، في مسعى لإعادة تفعيل خارطة الطريق التي تم التوقيع عليها عام 2022، مؤكدة أن المحادثات تتركز على صرف الرواتب وفتح الطرق والموانئ وتنفيذ الالتزامات الاقتصادية العالقة.

وتأتي التحركات العُمانية في ظل تصعيد إعلامي من قبل الجماعة التي أطلقت حملة تهديدات واسعة عبر منصاتها الرسمية، ملوّحة بتنفيذ عمليات عسكرية ضد السعودية إذا لم تُنفذ بنود الاتفاق أو تُرفع العقوبات المفروضة عليها.

وفي سياق الحملات الإعلامية، قال علي العماد أحد قيادات الجماعة في مقابلة تلفزيونية، إن المعركة المقبلة لن تكون كما سبق، زاعما أن نقاط الضعف في الرياض كثيرة اليوم، لكنه أضاف أن جماعته "لا ترغب في الحرب، إلا أنها لن تستسلم للوضع القائم".

ودعا العماد السعودية، إلى التعامل بجدية مع خارطة الطريق المطروحة، مشيرا إلى أنها تتضمن ثلاث مقومات، بينها اتفاق عسكري وآخر سياسي لا يملك المجلس الرئاسي أي صلاحية فيه، في إشارة إلى رفض الجماعة الاعتراف بالمجلس الرئاسي اليمني كممثل شرعي في أي تسوية قادمة.

واعترف العماد بأن الجماعة تواجه ضغوطا اقتصادية متصاعدة نتيجة القيود المفروضة على ميناء الحديدة وإغلاق مطار صنعاء، معتبرًا أن "الوساطة العُمانية تمثل فرصة أخيرة لتجنب التصعيد".

ولم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من السعودية أو سلطنة عُمان حول فحوى المفاوضات أو نتائجها المحتملة، في وقت يرى مراقبون أن تهديدات الحوثيين ليست سوى محاولة يائسة لابتزاز سياسي ومالي وسط أزماتهم الداخلية وتراجع نفوذهم الميداني.