تعرضت مواقع أثرية عدة في محافظة إب لعمليات نهب وتجريف منظم خلال الأسابيع الماضية، في اعتداءات نسبت إلى عصابات مرتبطة بقيادات في جماعة الحوثي الإرهابية، وسط تصاعد التحذيرات من محو ملامح الهوية الحضارية اليمنية.
وأفادت مصادر محلية أن عصابات مسلحة تنشط في مركز المحافظة ومديريات عدة، نفذت نحو 10 اعتداءات على معالم أثرية منذ مطلع يوليو الجاري، أبرزها في موقع "العصيبية" بجبل عصام في مديرية السدة.
وأوضحت المصادر أن مجموعة مكونة من ثمانية مسلحين أقدمت على نبش الموقع ليلاً بحثًا عن كنوز، ما أدى إلى اشتباكات مع الأهالي دون تدخل أمني من سلطات الحوثيين.
كما سُجّل اعتداء مشابه في موقع "ذي الصولع" قرب مدينة ظفار التاريخية، حيث شرع مجهولون في حفر محيط مبنى أثري يحوي نقوشاً يمنية قديمة، يُعتقد أنهم يسعون لسرقتها وتهريبها لبيعها في مزادات خارجية.
وشملت الاعتداءات مواقع أثرية أخرى، بينها مسجد الأسدية في المشنة، جبل الرئسي في ذي السفال، حصن يفوز في العدين، حصن العرافة، موقع "مريت" في السياني، وضريحا مفضل والحداد في السبرة.
وأشارت المصادر إلى أن العصابات تعمل ضمن شبكات تهريب منظمة تصدّر اللقى الأثرية المنهوبة إلى الخارج، في ظل غياب أي إجراءات رادعة من سلطات الأمر الواقع.
واتهم باحثون في التراث، بينهم الخبير عبد الله محسن، قيادات في جماعة الحوثي بالوقوف وراء هذه العمليات، ضمن ما وصفوه بمخطط لطمس المعالم الحضارية واستبدالها برموز طائفية.
ودعا الباحثون منظمة اليونيسكو والمجتمع الدولي للتدخل العاجل لوقف تداول الآثار اليمنية في المزادات الدولية، مطالبين باستعادة ما تم تهريبه. وأكدوا أن إب من أغنى المحافظات بالمواقع الأثرية، كونها كانت مركزاً للدولة الحميرية والصليحية، وهو ما يجعلها هدفاً لعصابات النهب.
تابع المجهر نت على X